وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ

سورة الصافات : 77

القول في تأويل وتفسير قوله تعالى وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ، لأشهر المفسرين نضع بين أيديكم تفسير الآية 77 من سورة الصافات بالمصحف الشريف:

تفسير المختصر سورة الصافات الآية 77

ونجينا أهله وأتباعه المؤمنين وحدهم، فقد أغرقنا غيرهم من قومه الكافرين.

تفسير المُيسّر سورة الصافات الآية 77

وجعلنا ذرية نوح هم الباقين بعد غرق قومه.

تفسير السعدي سورة الصافات الآية 77

وأغرق جميع الكافرين، وأبقى نسله وذريته متسلسلين، فجميع الناس من ذرية نوح عليه السلام، وجعل له ثناء حسنا مستمرا إلى وقت الآخرين، وذلك لأنه محسن في عبادة الخالق، محسن إلى الخلق، وهذه سنته تعالى في المحسنين، أن ينشر لهم من الثناء على حسب إحسانهم.

تفسير البغوي سورة الصافات الآية 77

( وجعلنا ذريته هم الباقين ) وأراد أن الناس كلهم من نسل نوح .
روى الضحاك عن ابن عباس قال : لما خرج نوح من السفينة مات من كان معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساءهم .
قال سعيد بن المسيب : كان ولد نوح ثلاثة : ساما وحاما ويافث ، فسام أبو العرب وفارس والروم ، وحام أبو السودان ، ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك .

تفسير ابن كثير سورة الصافات الآية 77

( وجعلنا ذريته هم الباقين ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس يقول : لم تبق إلا ذرية نوح - عليه السلام - .
وقال سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة في قوله : ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) قال : الناس كلهم من ذرية نوح [ عليه السلام ] .
وقد روى الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من حديث سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) قال : " سام ، وحام ويافث " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الوهاب ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة ; أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " سام أبو العرب ، وحام أبو الحبش ، ويافث أبو الروم " .
ورواه الترمذي عن بشر بن معاذ العقدي ، عن يزيد بن زريع ، عن سعيد - وهو ابن أبي عروبة - عن قتادة ، به .
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر : وقد روي عن عمران بن حصين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله . والمراد بالروم هاهنا : هم الروم الأول ، وهم اليونان المنتسبون إلى رومي بن ليطي بن يونان بن يافث بن نوح - عليه السلام - . ثم روي من حديث إسماعيل بن عياش ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : ولد نوح - عليه السلام - ثلاثة : سام وحام ويافث ، وولد كل واحد من هذه الثلاثة ثلاثة ، فولد سام العرب وفارس والروم ، وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج ، وولد حام القبط والسودان والبربر . وروي عن وهب بن منبه نحو هذا ، والله أعلم .

تفسير الطبري سورة الصافات الآية 77

القول في تأويل قوله تعالى : وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)
وقوله ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ) يقول: وجعلنا ذريّة نوح هم الذين بقوا في الأرض بعد مَهْلِك قومه، وذلك أن الناس كلهم من بعد مَهْلِك نوح إلى اليوم إنما هم ذرية نوح، فالعجم والعرب أولاد سام بن نوح، والترك والصقالبة والخَزَر أولاد يافث بن نوح، والسودان أولاد حام بن نوح، وبذلك جاءت الآثار، وقالت العلماء.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا ابن عَشْمَة، قال: ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سَمُرة، عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، في قوله ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ) قال: " سام وحام ويافث ".
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ) قال: فالناس كلهم من ذرية نوح.
حدثنا عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ) يقول: لم يبق إلا ذرية نوح