ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ

سورة آل عمران : 58

القول في تأويل وتفسير قوله تعالى ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، لأشهر المفسرين نضع بين أيديكم تفسير الآية 58 من سورة آل عمران بالمصحف الشريف:

تفسير المختصر سورة آل عمران الآية 58

ذلك الذي نقرؤه عليك من خبر عيسى عليه السلام من العلامات الواضحات الدالة على صحة ما أُنزل إليك، وهو ذِكْرٌ للمتقين، محكم لا يأتيه الباطل.

تفسير المُيسّر سورة آل عمران الآية 58

ذلك الذي نقصُّه عليك في شأن عيسى، من الدلائل الواضحة على صحة رسالتك، وصحة القرآن الحكيم الذي يفصل بين الحق والباطل، فلا شك فيه ولا امتراء.

تفسير السعدي سورة آل عمران الآية 58

{ ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم } وهذا منة عظيمة على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أمته، حيث أنزل عليهم هذا الذكر الحكيم، المحكم المتقن، المفصل للأحكام والحلال والحرام وإخبار الأنبياء الأقدمين، وما أجرى الله على أيديهم من الآيات البينات والمعجزات الباهرات، فهذا القرآن يقص علينا كل ما ينفعنا من الأخبار والأحكام، فيحصل فيها العلم والعبرة وتثبيت الفؤاد ما هو من أعظم رحمة رب العباد

تفسير البغوي سورة آل عمران الآية 58

قوله تعالى : ( ذلك ) أي هذا الذي ذكرته لك من الخبر عن عيسى ومريم والحواريين ( نتلوه عليك ) [ نخبرك به بتلاوة جبريل عليك ] ( من الآيات والذكر الحكيم ) يعني القرآن والذكر ذي الحكمة ، وقال مقاتل : الذكر الحكيم أي المحكم الممنوع من الباطل وقيل : الذكر الحكيم هو اللوح المحفوظ ، وهو معلق بالعرش من درة بيضاء وقيل من الآيات أي العلامات الدالة على نبوتك لأنها أخبار لا يعلمها إلا قارئ كتاب أو من يوحى إليه وأنت أمي لا تقرأ .

تفسير ابن كثير سورة آل عمران الآية 58

ثم قال تعالى : ( ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ) أي : هذا الذي قصصناه عليك يا محمد في أمر عيسى ومبدأ ميلاده وكيفية أمره ، هو مما قاله الله تعالى ، وأوحاه إليك ونزله عليك من اللوح المحفوظ ، فلا مرية فيه ولا شك ، كما قال تعالى في سورة مريم : ( ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون . ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) [ مريم : 34 - 35 ] وهاهنا قال تعالى .

تفسير الطبري سورة آل عمران الآية 58

القول في تأويل قوله : ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " ذلك "، هذه الأنباءَ التي أنبأ بها نبيه عن عيسى وأمِّه مريم، وأمِّها حَنَّة وزكريا وابنه يحيى، وما قصَّ من أمر الحواريين واليهودَ من بنى إسرائيل =" نتلوها عليك "، يا محمد، يقول: نقرؤها عليك يا محمد على لسان جبريل صلى الله عليه وسلم، (17) بوحيناها إليك =" من الآيات "، يقول: من العبر والحجج على من حاجَّك من وفد نصارى نجران، (18) ويهود بني إسرائيل الذين كذَّبوك وكذبوا ما جئتهم به من الحق من عندي =" والذكر "، يعني: والقرآن (19) =" الحكيم "، يعني: ذي الحكمة الفاصلة بين الحقّ والباطل، (20) وبينك وبين ناسبي المسيح إلى غير نسبه، كما:-
7157 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: " ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم "، القاطع الفاصل الحقّ، الذي لم يخلطه الباطل من الخبر عن عيسى وعما اختلفوا فيه من أمره، فلا تقبلنّ خبرًا غيره. (21)
7158 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك: " ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم "، قال: القرآن.
7159 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، عن ابن عباس قوله: " والذكر "، يقول: القرآن =" الحكيم " الذي قد كمَلَ في حكمته.
------------------------
الهوامش :
(17) انظر معنى"التلاوة" فيما سلف 2: 411 ، 569.
(18) انظر معنى"الآيات" ، فيما سلف قريبًا ، ومادة (أيي) من فهارس اللغة.
(19) انظر تفسير"الذكر" فيما سلف 1: 94 ، 99.
(20) انظر تفسير"الحكيم" فيما سلف ، في مادة (حكم) من فهارس اللغة.
(21) الأثر: 7157- سيرة ابن هشام 2: 231 ، وهو من تتمة الآثار التي آخرها رقم: 7147 ، وكان في المطبوعة: "فلا يقبلن" بالياء ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبت.